سورة القمر - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (القمر)


        


{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} دنت القيامة {وَانْشَقَّ الْقَمَرُ}.
أخبرنا عبدالواحد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبدالله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا عبدالله بن عبد الوهاب، أخبرنا بشر بن المفضل، حدثنا سعيد ابن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية فأراهم القمر شقتين حتى رأوا حراء بينهما.
وقال شيبان عن قتادة: فأراهم انشقاق القمر مرتين.
أخبرنا عبدالواحد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبدالله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا مسدد، حدثنا يحيى عن شعبة وسفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن أبي معمر عن ابن مسعود قال: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين، فرقة فوق الجبل وفرقة دونه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اشهدوا».
وقال أبو الضحى عن مسروق عن عبدالله قال: انشق القمر بمكة. وقال مقاتل: انشق القمر ثم التأم بعد ذلك.
وروى أبو الضحى عن مسروق عن عبدالله قال: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت قريش: سحركم ابن أبي كبشة، فاسألوا السُّفّار، فسألوهم فقالوا: نعم قد رأيناه، فأنزل الله عز وجل: {اقتربت الساعة وانشق القمر}.


{وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} أي: ذاهب وسوف يذهب ويبطل من قولهم: مر الشيء واستمر إذا ذهب، مثل قولهم: قر واستقر، قال هذا قول مجاهد وقتادة. وقال أبو العالية والضحاك: {مستمر} أي: قوي شديد يعلو كل سحر، من قولهم: مر الحبل إذا صَلُبَ واشتدَّ وأمررته إذا أحكمت فَتْله واستمر الشيء إذا قوي واستحكم.
{وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ} أي: كذبوا النبي صلى الله عليه وسلم وما عاينوا من قدرة الله عز وجل واتبعوا ما زين لهم الشيطان من الباطل. {وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ} قال الكلبي: لكل أمر حقيقة ما كان منه في الدنيا فسيظهر، وما كان منه في الآخرة فسيعرف. وقال قتادة: كل أمر مستقر فالخير مستقر بأهل الخير، والشر مستقر بأهل الشر.
وقيل: كل أمر من خير أو شر مستقر قراره، فالخير مستقر بأهله في الجنة، والشر مستقر بأهله في النار.
وقيل: يستقر قول المصدقين والمكذبين حتى يعرفوا حقيقته بالثواب والعقاب. وقال مقاتل: لكل حديث منتهى. وقيل: كل ما قدر كائن واقع لا محالة.
وقرأ أبو جعفر {مستقر} بكسر الراء، ولا وجه له.


{وَلَقَدْ جَاءَهُمْ} يعني: أهل مكة {مِنَ الأنْبَاءِ} أخبار الأمم المكذبة في القرآن {مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ} متناهي، مصدر بمعنى الازدجار، أي نهي وعظة، يقال: زجرته وازدجرته إذا نهيته عن السوء، وأصله: مزتجر، قلبت التاء دالا.
{حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ} يعني: القرآن حكمة تامة قد بلغت الغاية {فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ} يجوز أن تكون ما نفيًا على معنى: فليست تغني النذر، ويجوز أن يكون استفهامًا والمعنى: فأي شيء تغني النذر إذا خالفوهم وكذبوهم؟ كقوله: {وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون} [يونس- 101] {والنذر}: جمع نذير.
{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ} أعرض عنهم نسختها آية القتال. قيل: هاهنا وقف تام. وقيل: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُو الدَّاعِي} أي: إلى يوم الداعي، قال مقاتل: هو إسرافيل ينفخ قائمًا على صخرة بيت المقدس {إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ} منكر فظيع لم يروا مثله فينكرونه استعظامًا، قرأ ابن كثير: {نكر} بسكون الكاف، والآخرون بضمها.
{خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ} قرأ أبو عمرو، ويعقوب، وحمزة، والكسائي: {خاشعا} على الواحد، وقرأ الآخرون: {خشعا}- بضم الخاء وتشديد الشين- على الجمع. ويجوز في أسماء الفاعلين إذا تقدمت على الجماعة التوحيد والجمع والتذكير والتأنيث، تقول: مررت برجال حسن أوجههم، وحسنة أوجههم، وحسان أوجههم، قال الشاعر:
ورجالٍ حسَنٍ أوجُهُهُم *** من إيادِ بنِ نزارِ بنِ مَعَد
وفي قراءة عبدالله: {خاشعة أبصارهم} أي: ذليلة خاضعة عند رؤية العذاب.
{يَخْرُجُونَ مِنَ الأجْدَاثِ} من القبور {كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ} مُنْبَثّ حيارى، وذكر المنتشر على لفظ الجراد، نظيرها: {كالفراش المبثوث} [القارعة- 4] وأراد أنهم يخرجون فزعين لا جهة لأحد منهم يقصدها، كالجراد لا جهة لها، تكون مختلطة بعضها في بعض.

1 | 2 | 3 | 4 | 5